أركان الإسلام : الركن الثاني الصلاة
أركان الإسلام : الركن الثاني الصلاة
لفضيلة الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ب- الركن الثاني من أركان الإسلام: الصلاة:
وقد فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج قبيل الهجرة من مكة إلى المدينة، لما أسري به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء، أي صعد بالنبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده، يقظة لا منامًا، إلى السماء إلى ربه عز وجل، ففرض الله عليه الصلوات الخمس فوق سبع سماوات[متفق عليه من حديث أنس].
وقد ذكر الله الصلاة في القرآن في آيات كثيرة، فتارة يأمر بإقامتها: {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [البقرة: 43] وتارة يأمر بالمحافظة عليها: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوسْطَى} [البقرة: 238]، وتارة يتوعد المضيعين لها: {فَويْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلْقَونَ غَياًّ} [مريم: 59]، وتارة يخبر عن مصير المضيعين للصلاة: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} أي: النار {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ (43) ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ (44) وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ (45) وكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ}[المدثر: 42- 47]، فذكر أول ما أجابوا: أنهم لا يصلون: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ}
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة هي عمود الدين [كما في حديث معاذ: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة) أخرجه:الترمذي وغيره] من حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فقد ضيع دينه. وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أمور دينه الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله، وإن ردت رد سائر عمله.
وقد تردد ذكر الصلاة في القرآن وتنوع في آيات كثيرة لأنها عمود الإسلام وهي الفارقة بين المسلم والكافر؛ قال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) [أخرجه مسلم من حديث جابر: كتاب الإيمان] وقال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) [أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم / 4143).]، فلا دين لمن لا صلاة له.
وقال تعالى: {وأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45] فذكر في الصلاة فائدتين عظيمتين:
الأولى: أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، فالذي يحافظ على الصلاة يتجنب الفحشاء والمنكر.
الثانية: أن فيها ذكر الله سبحانه وتعالى: {ولذكر الله أكبر}فالصلاة ذكر الله عز وجل.
والصلاة أيضًا يستعان بها على الشدائد؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، وقال: {واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45-46]، وقال تعالى في شأنها: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1-2]، ثم ختم الآيات بقوله: {والَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَواتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 9-11].
هذه هي الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وذكرها في القرآن كثير، حتى إن الله تعالى علق عصمة الدم والمال بإقامة الصلاة؛ قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدتُّمُوهُمْ وخُذُوهُمْ واحْصُرُوهُمْ واقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وأَقَامُوا الصَّلاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، وقال في الآية الأخرى: {فَإِن تَابُوا وأَقَامُوا الصَّلاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، فلو تابوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولم يقيموا الصلاة فإنهم لا يخلى سبيلهم؛ بل يقاتلون ليقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل
أركان الإسلام : الركن الثاني الصلاة
لفضيلة الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
ب- الركن الثاني من أركان الإسلام: الصلاة:
وقد فرضت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج قبيل الهجرة من مكة إلى المدينة، لما أسري به إلى بيت المقدس وعرج به إلى السماء، أي صعد بالنبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده، يقظة لا منامًا، إلى السماء إلى ربه عز وجل، ففرض الله عليه الصلوات الخمس فوق سبع سماوات[متفق عليه من حديث أنس].
وقد ذكر الله الصلاة في القرآن في آيات كثيرة، فتارة يأمر بإقامتها: {وأَقِيمُوا الصَّلاةَ} [البقرة: 43] وتارة يأمر بالمحافظة عليها: {حَافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ والصَّلاةِ الوسْطَى} [البقرة: 238]، وتارة يتوعد المضيعين لها: {فَويْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4-5]، {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ واتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوفَ يَلْقَونَ غَياًّ} [مريم: 59]، وتارة يخبر عن مصير المضيعين للصلاة: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} أي: النار {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ (43) ولَمْ نَكُ نُطْعِمُ المِسْكِينَ (44) وكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الخَائِضِينَ (45) وكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَومِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا اليَقِينُ}[المدثر: 42- 47]، فذكر أول ما أجابوا: أنهم لا يصلون: {قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ}
وبيَّن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الصلاة هي عمود الدين [كما في حديث معاذ: (رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة) أخرجه:الترمذي وغيره] من حفظها فقد حفظ دينه، ومن ضيعها فقد ضيع دينه. وأول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة من أمور دينه الصلاة فإن قبلت قبل سائر عمله، وإن ردت رد سائر عمله.
وقد تردد ذكر الصلاة في القرآن وتنوع في آيات كثيرة لأنها عمود الإسلام وهي الفارقة بين المسلم والكافر؛ قال صلى الله عليه وسلم: (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة) [أخرجه مسلم من حديث جابر: كتاب الإيمان] وقال صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) [أخرجه أحمد والترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع (رقم / 4143).]، فلا دين لمن لا صلاة له.
وقال تعالى: {وأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ والْمُنكَرِ ولَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت: 45] فذكر في الصلاة فائدتين عظيمتين:
الأولى: أنها تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، فالذي يحافظ على الصلاة يتجنب الفحشاء والمنكر.
الثانية: أن فيها ذكر الله سبحانه وتعالى: {ولذكر الله أكبر}فالصلاة ذكر الله عز وجل.
والصلاة أيضًا يستعان بها على الشدائد؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بْالصَّبْرِ والصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 153]، وقال: {واسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ والصَّلاةِ وإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاقُوا رَبِّهِمْ وأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 45-46]، وقال تعالى في شأنها: {قَدْ أَفْلَحَ المُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1-2]، ثم ختم الآيات بقوله: {والَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَواتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الوارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [المؤمنون: 9-11].
هذه هي الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وذكرها في القرآن كثير، حتى إن الله تعالى علق عصمة الدم والمال بإقامة الصلاة؛ قال تعالى: {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدتُّمُوهُمْ وخُذُوهُمْ واحْصُرُوهُمْ واقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وأَقَامُوا الصَّلاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ} [التوبة: 5]، وقال في الآية الأخرى: {فَإِن تَابُوا وأَقَامُوا الصَّلاةَ وآتَوا الزَّكَاةَ فَإِخْوانُكُمْ فِي الدِّينِ} [التوبة: 11]، فلو تابوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ولم يقيموا الصلاة فإنهم لا يخلى سبيلهم؛ بل يقاتلون ليقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة؛ لأن الزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل